تشهد ولاية ادرار ارتفاع غير مسبوق لعدد المصابين بداء السكري حيث بعد ان كان سنة 2003 لا يتجاوز عددهم 800مريض متابعين بمركز دار السكري بإدرار أصبح عددهم يتعدى 5000مريض سنة 2018 ومرشحة للارتفاع لتلتحق النسبة بولاية ادرار بالنسب المعروفة بالولايات الأخرى تقريبا اذا تبلغ نسبة المصابين حوالي 14 بالمائة حسب اخر الدراسات التي أقيمت بولايات الشرق الجزائري وولاية وهران، وقد ارجع الطبيب المسؤول عن دار مرضى السكري الدكتورة رزيوي سبب ذلك الى التغير الجذري الذي حدث في أسلوب حياة سكان الولاية الذي أصبح أكثر خمولا في السنوات الأخيرة حيث ان الخمول يعتبر احد الأسباب الرئيسية لظهور المرض إضافة الى أسلوب التغذية اذ ان الادراري سابقا كان يأكل ما ينتج ويعمل بطريقة يعتبر فيها العمل نوعا من الرياضة لكن الوجبات السريعة التي أصبحت منتشرة هنا وهناك ساهمت وبقسط كبير في انتشار المرض كالنار في التبن .ومن المعروف ان نسبة المصابين بالسكري كانت شبه منعدمة عند البدو الرحل خاصة باقصى جنوب الولاية بسبب نمط الحياة المتنقل وكثرة الحركة وقلة استعمال الدهون هذه النسبة التي استغرب لها حتى الباحثون الأجانب من كل من فرنسا وسويسرا الا انها تغيرت بعد نزوح البدو الى المدن مثل رقان وتيميمون وادرار واولف حيث تبين ان هؤلاء البدو أكثر عرضة للسكري من غيرهم بسبب التغير المفاجئ لنمط حياتهم.
فدار مرضى السكري التابعة للمجمع الصحي تيليلان بمدينة ادرار وحدها تشهد نسبة تزايد بحوالي 20 مريضا جديدا شهريا الى 30 مريض قد تصل الى 300 مريض جديد سنويا مما لفت انتباه وزارة الصحة والسكان الى هذا الارتفاع المهول حيث أدرجت الولاية مع ولايتين من شرق وغرب البلاد في دراسة عالمية حول طرق وأساليب التكفل بمرضى السكري وكيفية تحسينها، خاصة وان المرضى بالولاية كغيرها من الولايات يعانون مشاكل عدة خاصة مشكل اقتناء الدواء لغير المؤمنين صحيا اذ ان هناك نسبة كبيرة وكما ذكرنا من المرضى نزحوا من مناطق البادية لا يملكون هوية يضيق ذات المصدر وغير مؤمنين صحيا من توارق وعرب البادية والدولة لا تتكفل بمصاريف علاجهم خاصة المصابين بالنوع الثاني من السكري الذي يتطلب التداوي بالأقراص فهؤلاء يعانون كثيرا لعدم وجود تغطية صحية بمناطقهم البداويةاو عدم وجود تامين صحي لهم، كما ان قلة مراكز التكفل بمرضى السكري و نقص المختصيين جعل التكفل اكثر صعوبة اضافة الى الضغط المتزايد على هذه الدار.
ولا ننسى مشكل التكفل بالمرضى الذين يعانون من مضاعفات السكري كأمراض القلب والقصور الكلوي واعتلال الشبكية السكرية والقدم السكرية فهؤلاء معاناتهم اكبر ، اذ لا وجود لطبيب مختص في أمراض القلب ماعدا طبيب للامراض الداخلية مختص بأمراض الهضم ولا يكاد يفقه شيئا في أمراض القلب والطبيب الوحيد متواجد بمدينة رقان بعيد بأكثر من 150 كلم عن مدينة ادرار ولا يمكنه لوحده متابعة مرضى القلب لولاية بأكملها اما طبيب امراض الكلى فلا وجود له تماما بالولاية مما يدفع المصابين بالقصور الى المتابعة العلاجية خارج الولاية للتنقل الى بشار غرداية او ورقلة إضافة الى سوء التكفل داخل المستشفى بسبب عدم وجود أطباء مختصين بتصفية الكلى، ثم والكارثة العظمى هي التكفل بالقدم السكرية والتي رغم انخفاض نسبة تواجدها بفضل الكشف المبكر للسكري عن طريق الحملات المتكررة هنا وهناك في عدة مناسبات الا ان المشكل لا زال يطفو لان المصاب منهم يبقى بين عدة ايدي بين الجراحون العامون وجراحة العظام والكل يرمي بالمسؤولية للاخر .
وبين هذا وذاك يبقى مرض السكري بالولاية مشكل صحة عمومية كغيرها من ولايات الوطن بل والعالم ككل بعد ان تحول المرض من مرض الأغنياء الى مرض الفقراء الذين لا يجدون ما يسد رمقهم في انتظار التفاتة الجهات المسؤولة من اجل توفير أطباء مختصين للتكفل بمضاعفات السكري .
أدرار دايلي نناقش الأفكار ونتابع الأحداث