الإثنين , أكتوبر 27 2025
الرئيسية / الأخبار المحلية لولاية أدرار / أخبار الولاية / الأسر العلمية وأعلامها في منطقة آولف خلال القرن 13ه/19م

الأسر العلمية وأعلامها في منطقة آولف خلال القرن 13ه/19م

عن/ د. حامد لمين ابراهيم

عرفت منطقة آولف عدة أسر وبيوت علمية، كان لها أثرا بارزا  في إنعاش الحركة العلمية بالمنطقة خاصة خلال القرن13ه/ 19م ،  وأبرزهم أسرة الفزاريين بزاوية حينون، واشتهر منهم محمد عبد الله بن عبد الرحمان أبو لحية الفزاري ، وأسرة أبـَختي،  وأسرة سيد الدولة ، وأسرة  فلان ، وأسرة كنته بأقبلي  ، حيث لاتزال هذه الأسر تحتفظ بخزائن المخطوطات التي تثبت وتبيّن إسهاماتهم العلمية ؛خاصة في مجال العلوم الشرعية واللغوية . فما هي الأسر العلمية بمنطقة آولف خلال القرن 13ه/19م؟ ومن هم أعلامها ؟ وماهي إسهاماتهم العلمية؟

1- التعـريف بمنطقة آولف :

تــــقع أولــف في منطقة توات  بالجنوب الغربي مـن الجزائر في – ولايــة أدرار حاليا ، وبالضبط  بهضبة تيديكلت التــي بين خط عرض 30.28 و 30.27 شمالا وخط طــول 30.00 و 30.1 غــربـا  ، بـإرتفــاع 290 متر عن سطح البحر، واختلفت الروايات في أصل تسمية آولف ؛ فرواية تقول بمعنى أقـلف : وهـي مجموعـة النخــيل ، وهناك من يقول بمعنى شجرة الحنظــل، ونسبها البعض إلى الأصل العربي بمعنى الألفـة والتـآلف ، والأرجح  أنها ذات أصل أمازيغي كونها جزء من منطقة توات التي خطت قصورها قبائل زناته ، وهي أقرب لكلمة تاولفت بالأمازيغية التارقية؛ التي تعني الأمَارة أو العلامة التي تُعلِّم بها الطريق، حيث أن الكدية تُعتبر مَعلَم  طبيعي ثابت للقوافل التجارية لارتفاعها، ويمكن رؤيتها من جميع الاتجاهات على مسافة بعيدة،  فسميت المنطقة آولف على الكدية (كأمَارة) ، وهي تحتفظ بحروف التيفيناغ منقوشة على صخورها ؛ وهي عبارة عن رسائل لتجار القوافل التي كانت تمر بالمنطقة. كما تدل أغلب الشواهد التي عُثر عليها بالمنطقة، من أدوات حجرية وهياكل عظمية متواجدة بمنطقة تديكلت آولف أن الإنسان عاش بالإقليم ابتداءً من فترة العصور الحجرية القديمة(1)، وفي العهد الروماني دفعت السياسة التوسعية الرومانية في شمال أفريقيا الأمازيغ  إلى التوغل في الصحراء(2).

ومع الفتح  الإسلامي لبلاد المغرب بدأ الإسلام يصل إلى توات عن طريق التجار المسلمين أثناء مرورهم بتوات قادمين من الشمال باتجاه افريقيا جنوب الصحراء . وجاء توافد القبائل العربية ابتداءً من القرن الثاني للهجرة حيث وصلت قبيلة من بنو فزارة – أبناء حمّد لمين وأبناء محمود- إلى تديكلت واستوطنت بآولف وبالضبط في زاوية حينون سنة 164ه/780م(3) حيث أسسوا أول قصر بآولف سُمي بقصر بزاوية حينون وبنو به المسجد العتيق- مسجد المرابطين- حيث كان لهم دور كبير في توطيد الإسلام في المنطقة ونشر العلوم الشرعية(4).

2- أسرة كنتة وإسهاماتها العلمية بآولف :

   قبيلةكنتة هي إحدى القبائل العربية الأكثر انتشارا في منطقة الصحراء ،قدموا من الشمال نحو توات وبلاد السودان الغربي ، على فترات متقطعة ينتهي نسبها إلى عقبة بن نافع الفهري، مؤسس القيروان([1]). استقرت القبيلة في الصحراء خلال القرنين السابع والثامن الهجري ، الثالث عشر والرابع عشر الميلادي، بعد أن أصبحت الأوضاع غير ملائمة في الشمال، وفي هذه الفترة رحل أحد أحفاد عقبة إلى واحة عزي([2]) من قرى توات، وهو عثمان بن يهس([3]) الذي أقام بها مرشدا ومربيا تؤخذ عنه فنون العلم إلى أن مات وقبره مشهور بها، ثم خلفه ابنه يحي وكان علامة حافظا ورعا زاهدا مربيا، تخرج على يديه جماعة فرقهم في القرى والمدن للإرشاد والتربية عاش في توات وسط عدد كبير من التلاميذ ومات ودفن فيها، ثم خلفه ابنه علي الذي كان كثير الترداد على الصحراء، أين تزوج بنت محمد بن آلم بن كنت بن زم ابن إبدو واسمها  (أَهُو)  ، التي أنجب منها ولده محمد الكنتي ([4])، ورجع أبوه إلى توات، أين كان يقوم بمهمة التعليم بقرية عزي ، وتربى محمد الكنتي في الصحراء أين تعلم القرآن وحفظه ومهر في سائر العلوم وتلقى دروسه على يد جماعة من الشيوخ.

تزوج محمد الكنتي بامرأة جكانية، ورزق منها بولد هو أحمد الذي عاش من نهاية 15م إلى بداية القرن 16م ، كان رجلا صالحا عالما يقصده الناس ، استقر بولّاتة من أرض شنقيط و توفي بها([5])، يرجع له الفضل في جعل كنتة من دعاة الإسلام بين الأفارقة وكان له الفضل أيضا في نشر الطريقة القادرية في ربوع إفريقيا بعد الشيخ المغيلي ، تزوج هو كذلك من امرأة جكانية ورزق منها بثلاثة أولاد هم محمد الكنتي الصغير وأبو بكر الحاج وعمر الشيخ، وقد تفرعت قبيلة كنتة من هؤلاء الثلاثة([6]) ، وأسسوا حواضر وزوايا على طول خط القوافل التجارية الرابطة بين توات وبلاد السودان الغربي، وأشهر هذه الحواضر هي([7]) .

ولّاتة: في بلاد شنقيط وهي المحطة التي  انتقل منها أحمد البكاي وأبناؤه الذين اتخذوا من بلاد التكرور منطلقا لدعوتهم ، ونشر الإسلام دون أن تنقطع صلاتهم بتوات، ومن ولّاتة انتشر الكنتيون في غرب إفريقيا عن طريق ولاتة تنبكتو وحوض نهر السنغال.

– زاوية كنتة : وهي المحطة التي استقر بها أحمد بن محمد الرقاد العائد من أرض التكرور ، و أسس بها زاويته سنة 999ھ / 1591 م و خرج هذه الزاوية أحمد بن علي الرقاد إلى بلاد التكرور و أسهم في نشر الإسلام والعلوم الشرعية الإسلامية .

– أقبلي : أسس زاويتها محمد بن أبي نعامة بن عبد الرحمان (ت 1163ھ / 1750م) وذلك سنة 1130ھ /1718م، عند قدومه من الأزواد، وكانت منطلقا لركب الحجيج من توات وبلاد السودان الغربي.

– الشيخ أبو نعامة: هو سيدي أمحمد أبو نعامة بن عبد الرحمن بن أمحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الحاج بن سيدي احمد البكاي بودمعة بن سيدي امحمد الكنتي العقباوي ، ولد سنة 1060 ه بمدينة سجلماسة ، أخذ العلم على مجموعة من المشايخ سيد احمد اللمطي بتفلالت ، وسيد أحمد الخليفة بن عمر بن الشيخ سيد أحمد الفيوم بتنبكتو ، وفيما بعد الحاج أبو بكر بن عمر الوافي بالمبروك ، استقر بداية بصحراء مالي وتزوج بها ، ثم تنتقل إلى منطقة والن بتنزروفت، وحفر بها بئر لعابري السبيل من القوافل التجارية، وبعدها انتقل إلى تيمادانين، بفبنى بها مسجدا ودرّس بها ، وكانت نهاية رحلته بأقبلي أين أسس زاويته العلمية والصوفية القادرية  سنة1130 ھ /1718م ، توفي رحمه الله يوم 19 رمضان 1163ه . ترك بعده خزانة مخطوطات في شتى فنون العلم تضم أزيد من 200 مخطوط([8]).

ساهم الكنتيون من الناحية الاجتماعية بأقبلي  في ركب الحجيج، فبوصول قوافل حجاج مسلمي السودان الغربي إلى توات يجدون في استقبالهم الكنتيين بزاوية أقبلي في ساحة الحجاج ويلحق بهم حجاج توات وهم يحملون الراية الخضراء، والشيخ أبي نعامة هو شيخ الركب وقائد الرحلة الحجية ، فيقطع الركب إقليم تديكلت بقصر تيط وقصر عين صالح ويدخلون ليبيا مروراً بفزان ومرزق ويستمر سيرهم إلى أن ينتهي الركب بالبقاع المقدسة([9])، وقد وصف سيدي أمحمد ولد سيد الحاج بن أمحمد الكنتاوي([10]) طريق ركب الحجيج من أقبلي إلى البقاع المقدسة([11]).وبعد وفاة أعلام كنته خُلِّدت قبورهم بأضرحة ومن هؤلاء الشيخ أحمد بن محمد الرقّادي في زاوية كنتة والشيخ المختار بن محمد بن اعمر بن الوافي بقرية الجديد و في أقبلي ضريح الشيخ أبو نعامة شيخ الركب([12]) .

وتعتبر زاوية أقبلي الكنتية بوابة الطريقة القادرية إلى إفريقيا جنوب الصحراء ؛ وزاد في تثبيت هذه الطريقة في نفوس مريديها بإفريقيا جنوب الصحراء انتساب بعض السلاطين والأمراء إليها([13])، وظهور حكام ومصلحين تشبعوا بأفكارها ، فقاموا بإصلاح سياسي وديني مثل الشيخ عثمان دان فودي والشيخ أحمدو والشيخ أحمد([14])، وعبد الله ابن فودي أخ عثمان دان فودي يشهد بأنه تأثر في أفكاره السياسية بالشيخ المغيلي وكذا بالمختار الكنتي الذي امتدحه قائلا:

بلّغ شـريف شريف أصـــل كاسمه        أعـــني لشيــــــخ كاسمه المخــــــتار

أزكى سلام شيب مبسكا تمسه        ريح التبسم تهب في الأسحار([15])

3- اسرة الفلّان واسهاماتها العلمية بآولف:

يوجد اختلاف في لفظ كلمة (فلّان) عند قبائل إفريقيا الغربية، وعند العرب، وهناك من غير لفظها تماما إلى لفظ آخر مثل التكارير، والتكارن ،كما جاء في موسوعة – قبائل العرب – لعبد الحكيم الواتلي، إلا أن المتتبع هذا الاختلاف يتضح له بأنه ما هو إلا اختلاف لفظي و شكلي؛ ذلك لأن اختلاف التسمية وارد نتيجة اختلاف اللهجات ففي مالي مثلا تأخذ عدة تسميات مثل: فولبي (Fulbe)، بوللو (Pollo)، تكرور (Tkrur)، فلاني (Fulani)، فلاليت (Falalit)، فولا (Fula)، فلاتنقا (Falatanga)، فلاتة (Falata)،و عن أصل تسميتهم يذكر عبد الله فودي أن مصطلح  (الفلّاتة) الذي يطلق على الفلّان والفلّانيون هو مصطلح عربي مشتق من الجذر العربي (فلت) فهم قوم يفلتون فينجون بأنفسهم عندما يرون ما يسوؤهم([16]).

اختلف الباحثون في أصل الفلّان، فمنهم من ربطهم بالنوبة، ومنهم من يرى بأنهم عنصر من الأمازيغ استقروا في منطقة أدرار في أعالي السنغال([17])، و هناك من يقول أنهم عرب من حمير، و هناك من روايات تقول أنهم نتيجة احتكاك الزنوج و الحاميين بالعرب و الأمازيغ (البربر) والطوارق أدت إلى تميز (الفولّاني) كجنس له خصائص مجتمعة من كل جنس داخل في تكوينه([18]).و بين عامي 1776م و 1786م استطاع الفولّان أن يؤسسوا ثلاث دويلات دينية و هي: فوتاتورو، فوتاجالون، خاسيو، وتتسم هذه الدويلات بالتمسك الصارم بتعاليم الدين الاسلامي([19])، ويشكل الفولاني أكبر تجمع مسلم في السودان الغربي، و قد عُرفوا عبر تاريخهم بأنهم الشعب الداعي للإسلام، فقد حملوا الإسلام في موطنهم فوتاجالون  وفوتاتورو على سواحل المحيط الأطلسي، و اتجهوا به شرقا حتى بحيرة تشاد([20])، وقد استطاع الشيخ عثمان دان فودي أن يجمعهم وينشر الإسلام الصحيح بينهم، وأن يكوّن مملكة إسلامية شاسعة  حتى قضى عليها الاستعمار الفرنسي([21]).

   صحب الحركة التجارية المزدهرة بين إقليم توات والسودان الغربي هجرة الأفراد والقبائل ، ومن القبائل التي هاجر بعض فروعها من السودان الغربي إلى منطقة توات قبيلة الفلّان،  وهم يمثلون أكبر تجمع سكاني في غرب إفريقيا، ويتواجدون في بلاد شنقيط وانتقلت بعض فروعها جنوبا إلى بلاد مالي والتكرور والسنغال، عُرف الفلّان بأنهم شعب داعٍ للإسلام؛ ساهموا في نشر الإسلام في وتوطيده السودان الغربي ([22])، وأقاموا دولة الفلّاني بفضل زعيمهم عثمان دان فودي([23]) ، الذي دعا إلى فكرة الجهاد وإنشاء دولة إسلامية ، وهكذا انتشرت دعوته وكثر أتباعه من العلماء والدعاة، وامتد نفوذ دولته على طول الشمال النيجيري([24]). فتشبع بالأفكار الصوفية والروح الإسلامية، تأثر الشيخ عثمان دان فودي بأفكار الداعية المصلح محمد بن عبد الكريم المغيلي؛ حيث أسس دولته على المبادئ الإسلامية، واعتمد على اللغة العربية كلغة رسمية. ثم جاء من بعده ابنه محمد بلو صاحب كتاب إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور، الذي أرّخ فيه لشخصية والده عثمان، كما أرّخ للمنطقة التي سكن فيها الفلّانيون في غرب إفريقيا([25]).

قدِم الفلّانيون إلى منطقة توات وسكنوا قرية ساهل بقصر أقبلي([26]) ،وهي موطن الفلّانيين من أولاد بن مالك وأولاد بلعالم، وذكر الشيخ محمد باي بلعالم([27])  -رحمه الله-  أن نسبهم يرجع إلى الشيخ محمد بن مالك بن أبي بكر بن أيوب بن حماد بن جلّول بن طلحة بن يود بن أيوب . والشيخ محمد بن مالك هو المؤسس لقرية ساهل، بمعية الشيخ السيد محمد الأمين الكنتي المدفون معه في جوار المسجد القديم بقرية ساهل([28]) .

أسس الفلانيون زاوية ومدرسة علمية بساهل، كانت لها مكانة ثقافية واجتماعية بإقليم توات، وهي تعد مركز إشعاع علمي وثقافي خصوصا مابين القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجري، الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي، وذلك نتيجة نبوغ علمائها في مختلف العلوم الإسلامية، وكانت الوجهة العلمية لكل طالب علم يريد التضلّع في شتى العلوم الشرعية واللغوية ، و انتشر الفلّانيون في إقليم توات ،ففي قصر تِيمادانين إحدى قصور رقّان بتوات فيه أولاد بلعالم، وأولاد الحاج اعلي، وأولاد بابا عبد القادر، ولهذه البطون مصاهرة مع بعض القبائل المتواجدة في هذه القرية، فالفلّانيون يحظون بمكانة عالية في قصر تِيمادنين، لكونهم أصحاب علم حيث كانت لهم زاوية علمية تمارس دورها في نشر العلم، وكان للنساء الفلّانيات وقف في تيمادانين ولا يعرف واقفه، ويسمى زرع الفلّانيات ، ويوجد الفلّانيون كذلك في قصر إينغر وعين صالح ([29]).

كانت زاوية الفلّانيين بقصر أقبلي حاضرة للعلم اشتهرت بعلمائها الذين نبغوا في علوم شتّى كالفقه والنحو والبلاغة والمنطق([30])، مثل الشيخ حمزة بن الحاج أحمد الفلاني القبلاوي الساهلي التواتي([31]) ، و الشيخ محمد الحسن بن محمد بن الحاج بن مالك الفلاني القبلاوي([32]). وتنقل من بلاد التكرور إلى إقليم توات العديد من الفلّانيين منهم الشيخ عبد الله بن أحمد الفلّاني ولد عام 1113ھ/1701م ، وقد نزل بزاجلو ودرس على يد الشيخ عبد الرحمن بن العالم الزجلاوي ثم توجه بعدها إلى تينيلان ودرس على يد الشيخ عبدالرحمان بن عمر، ثم انتقل إلى تديكلت التي توفي بها سنة 1194 ھ /1780م([33]) ، بالإضافة إلى محمد بن مالك القبلاوي([34]) الذي رحل هو كذلك تينيلان للتّعلم على يد الشيخ محمد بن عبد الرحمن  التنيلاني الذي أجازه في بعض العلوم ([35]).

انصهر الفلّانيون في المجتمع التواتي حتى لا تكاد أن ترى فَرقاً بينهم وبين غيرهم في العادات والتقاليد ، حيث اشتهروا بالعلم ونشره ، وإكرام الضيوف([36]).كان للزاوية الفلّانية بساهل أدوار اجتماعية كبيرة، إضافة إلى دورها العلمي حيث كانت مأوى لعابري السبيل، خاصة  وأن  منطقة اقبلي نقطة لعبور القوافل، إضافة إلى إصلاح ذات البين، حيث كان علماء فلّان يحظون بمكانه كبيرة و يلجأ إليهم سكان توات وتديكلت للفصل في نزاعاتهم حيث كان القاضي حمزة الفلّاني يتولى شؤون القضاء([37]).

خصص الفلّانيون عدة أوقاف خدمة للصّالح العام فمنها ما هو موقوف على المساجد،  مثل النخيل ، مياه الفقاقير ، والبساتين ، وتعود فائدتها على المساجد وإفطار الصائمين في شهر رمضان بالزاوية([38]). ومن الأوقاف أيضا، وقف خزانة الفلّانيين بساهل اقبلي، وهي تحمل مخطوطات نادرة وثمينة لعلماء فلّاننيين وغيرهم في إقليم توات، تحتفظ بالإرث التواتي المخطوط وساهمت بشكل كبير في كتابة تاريخ منطقة توات من طرف الباحثين والمؤرخين ، يوجد بالخزانة ما يقارب ثلاثمائة مخطوط، منها ما هو بخط الجد الأعلى للفلّانيين محمد بن مالك بن أبي بكر، وأيضا بخط الشيخ محمد بن محمد العالم،و بعض المخطوطات بخط الشيخ القاضي حمزة بن الحاج حمزة، وجلب لها الشيخ محمد الحسن عدة مخطوطات ، ويوجد فالخزانة شروح للحديث وتفاسير القرءان ومؤلفات في الفقه والنحو، إضافة إلى بعض التقاييد في البيع، والقضاء ، والرسائل، وبعض التراجم لأعلام فُلّان وغيرهم من علماء توات ، وتحتفظ الخزانة بالعديد من الإجازات العلمية وبعض الفتاوى والنوازل والرّحلات([39]).

4- الأسرة العلمية الفزارية بمنطقة آولف وإسهاماتها العلمية  :

الفزاريون  قبيلة عربية تنتمي غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وكان دخولهم لشمال إفريقيا بداية مع جيوش الفتح الإسلامي، خاصة مع عقبة بن نافع الفهري 50ه/670م وزاد توافدهم مع هجرة بني هلال وبني سليم  لشمال إفريقيا، وذكر ابن خلدون سيطرت بني فزارة بن أشجع  وغيرهم من عرب المعقل على الصحراء وقصور زناته بتوات ([40]) .

–  محمد عبد الله بن الحاج عبد الرحمان :  هو مـــحمد بن عبد الله بن سيدي علـــــي بن احمد بن حمد أبولحيــــة الفزاري بن محمد بن علي بن عبد الرحمان بن يوسف بن عبد القادر بن عبد الحميد الفزاري عاش أواخر القرن 12ه/18م وبداية القرن 13 ه /19م ، حفظ القرءان الكريم وتفقه في الدين على يد والده الحاج عبد الرحمان إضافة إلى سفره لمنطقة توات لطلب العلم عند  الشيخ سيدي عبد العزيز بن سيدي الحاج محمد بن عبد الرحمان البلبالي(1261ه/1845م) ([41])، حتى أصبح ضليعا في علوم الفقه والحديث واللغة العربية ، كان إماما في مسجد المرابطين (أبي سعد الخدري حاليا ) ومدرسا، وله العديد من الفتاوي والنوازل ، أسس مكتبة مخطوطات غنية بكتب الفقه والحديث ، إضافة إلى أنها تحوي العديد من الفتاوى والنوازل والتقاييد والرسائل ، ويعتبر جده سيدي علي بن احمد أحد علماء  منطقة آولف، حيث كانت له زاوية تخدم حجاج بيت الله الحرام القادمين من توات والمتوجهين إلى أقبلي حيث ذكر عبد الرحمن التنلاني في رحلته الحجية أنه بعد مغادرته تقراف توجه إلى أولاد موسى وأضافه سيدي علي بن سيدي أحمد([42]) و من أبرز طلبة محمد عبد الله  ابنه أحمد محمود. ومن آثاره عدة مخطوطات نسخها بيده إضافة إلى فتاوى ونوازل وعدة قصائد شعرية فصيحة مثل منظومة في صنع الشاي يقول فيها:

الحمـد لله الـــــــذي بفضلــــه               حل لنا الشراب من حلاله

وحرم المســــكر من شراب               وما يضاهيه بلى ارتيــــــاب

مصليـا على النبي اليثـــربي                 الهاشمي القريشي العربــــــي

واله وصحبــه الاطهـــــاري                ورضـى الله عن الأنصــــاري

وهذه القصيدة تناهز المائة بيتا ([43])

– أحمد محمود بن محمد عبد الله الفزاري : هو أحمد محمود بن محمد عبد الله بن الحاج عبد الرحمان بن سيد علي بن أحمد بن حمد أبو لحية الفزاري ،ولد 20 محرم 1294ه([44]) / 03 فبراير1877م حفظ القرءان ودرس العلوم الشرعية واللغوية عن أبيه محمد عبد الله بن الحاج عبد الرحمان، وسيدي أحمد العالم أبختي وكذلك عمته لالة مريم ،كان إماما ومدرسا في مسجد المرابطين (أبي سعد الخدري) بعد وفاة أبيه ، ثم رحل إلى ورقلة وأصبح بها قاضيا وإماما مدرسا، ولازالت  بعض الرسائل و القصائد التي كان يرسلها بخط يده في خزانة محمد عبد الله بن الحاج عبد الرحمان، توفي رحمه الله مقتولا بـورقلة سنة1322ه/ 1905م.

–  مريم بنت الحاج عبد الرحمان الفزاري : هي مريم بنت الحاج عبد الرحمان بن سيدي علي بن أحمد بن العالم  حمد أبي لحية الفزاري، حفظت القرآن وتعلمت أحكامه عن أبيها الحاج عبد الرحمان بن سيدي علي إضافة إلى الفقه و النحو عن أخيها محمد عبد الله ، أقامت مدرسة لتعليم القرءان الكريم وتحفيظه بمنزلها بزاوية حينون وتخرج من مدرستها عديد الطلبة والطالبات ، ومن بينهم  الطالب قدي ابقادي ،  والطالب ابّاهمي البركة؛ اللذان أسسا بعدها مدارس لتحفيظ القرآن بزاوية حينون،  كما لديها العديد من العديد القصائد في الشعر ت1338ه/ 1920 م ، وكانت تسمى بلالة مريم تقديرا لها لأنها تحفظ كتاب الله وتدرسه، وساهمت مدرستها في تحفيظ القرآن للنساء بالمنطقة وتعليمهم الأحكام الفقهية .

– أحمد بن  امحمد  بن حمّد لمين الفزاري :هو أحمد بن امحمد بن حمّد لمين بن حمد أبو لحية بن محمد بن علي بن عبد الرحمان بن يوسف بن عبد القادر بن عبد الحميد الفزاري. عاش حياته الطيبة خلال القرن 13 هـ /19م ، حفظ القرآن ودرس الفقه والنحو والحديث عن الشيخ الحاج عبد الرحمان بن سيدي علي وأبيه امحمد ، وانتقل إلى قصر حينون بطلب من قبيلة أولاد أحمد، فكان هناك إماما ومفتيا ومدرسا للقرآن([45]).

5-  أسرة أبختي وأعلامها وإسهاماتهم العلمية  بآولف:

انتقل محمد الصالح بن أحمد أبختي  مع ابنه علي إلى مدينة آولف، في أوائل القرن 18م قصد التعليم والتدريس بطلب من قبيلة أولاد زنان بزاوية حينون ،  إلا أن  محمد الصالح توفي في الطريق قبل وصوله آولف  بمنطقة ( الحومر قرب آولف ب20 كلم ) نتيجة سقوطه من راحلته ، وكان علي ساعتها صغيرا ، فأرسله الحاج امحمد دحا الزناني إلى ساهل باقبلي ليدرس عند علماء الفلان هناك،  ويعود بعد ذلك إلى آولف مدرسا وإماما بحي زاوية حينون، بالمسجد الذي أسسه الحاج امحمد دحا الزناني ، تزوج فرزقه الله من الأبناء محمد ، مبارك ، عبد الرحمان ، عبد الله ،محمد عبد القادر واحمد . انتقل امبارك ابنه إلى حي قصبة بلال لتولي إمامة مسجدها في حياة والده ثم استخلف أباه في إمامة مسجد الحاج امحمد دحا بزاوية حينون بعد وفاته ([46]).

– سيدي احمد العالم ابختي : هو احمد بن مبارك بن علي بن محمد الصالح بن أحمد أبختي وهو المعروف بسيدي العالم، ولد حوالي سنة 1860م ، وتعلم على والده وأخذ على بعض علماء توات خاصة  تيلولين على يد الحاج محمد بن السيد جعفر الأزهر . وبعد وفاة  ولده تولى  تدريس القرآن، والفقه، وشرح صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك وخلف والده بمسجد الحاج محمد دحا بزاوية حينون ، فاشتهر رحمة الله بالصلاح والتقوى والجهر بالحق ، الأمر الذي اكتسبه مهابة ، وتولى القضاء  بمنطقة آولف قبل وبعد دخول الاحتلال  للمنطقة  1901م ماسبب له دخول السجن من قبل المستعمر، بعد أن رفض الانخراط في مخططه وتنفيذ أوامره. تتلمذ على يده عدة طلبة أبرزهم :

–  السيد امحمد بن الحاج محمد دادة وهو الذي خلفه في وظيفة القضاء بعد وفاته .

–  ابنة محمد الصالح الذي تولى إمامة مسجد حي زاوية  حينون بعد وفاته .

–  ابنه عبد الرحمن الذي انتقل إلى الزيتونة لتوسيع معارف وعاد بعدها إلى أولف ردحا من الزمن ليتولى إمامة مسجد انس بن مالك ، ثم انتقل إلى غردية وأسس مدرسة مرماد ،  وتعلم على يده خلق كثير ثم تحول إلى مدينة ورقلة ليؤسس مدرسة هنا ك وبها توفي سنة 1945م.

– بختي محمد بن عبد العالي الذي تولى الإفتاء والتدريس بمدينة متليلي اين توفي ودفن هناك سنة 1959م.

– المختار بن محمد بن عبد القادر البوكادي الذي تولى الإمامة  بحي قصبة ميخاف .

– المختار بن الحاج محمد بن دادة الذي تولى الإمامة بمسجد فقارة الزوى بعين صالح .

– عبد الله بن أحمد البوكادي الذي خلف عمه المختار في إمامة مسجد حي قصبة ميخاف .

– أمحمد بن الحاج الدباغي  الذي تولى الإمامة بحي أخنوس  بآولف . وغير هولاء كثير .

توفي رحمه الله يوم الأحد 25شعبان 1361هــ الموافق 6 سبتمبر 1942م ولقد ترك رحمة الله مكتبة تضم مخطوطات تضم المصاحف ومخطوطات الفقه والحديث وعدد كبير من التقاييد والفتاوى([47]) .

– أسرة محمد الشريف بن محمد بن أحمد الــدولة  : هو السيد محمد الشريف بن محمد بن أحمد سيد الدولة بن عبد الحق بن الشيخ سيد علي بن أحمد ، عاش في القرن 13ه/19م ، ويستدل على ذلك من تاريخ نظمه منظومة في علم الفلك حيث فرغ منها في سنة 1285ه/1868م، انتقل إلى مدينة آولف قادما إليها من  توات (ادرار) قصد التدريس بدعوة من الحاج  أمحمد دحا فاستقر بحي زاوية حينون، ورابط على للتدريس وتعليم القرآن وشرح المتون الفقهية ، والحديث النبوي. وله مؤلفات عديدة من بينا متن الدين الذي يعتبر مرجعا في المدارس والكتاتيب المحلية في تدريس الفقه والعقائد حيث تعرض فيها إلى العقائد وأحكام العبادات، وبعض المعاملات وكذلك منظومة في علم الفلك بدأها بقوله:

الحمــد لـله الكـــريـــم الــبــــــــــــاري                مــــكــور الــــليـــل عــلــى الــنـــهــــــــــــــار

وخــــلق الأرض مـع الـــســـــــــمــــاء                     وصــــور الأفلاك كـــيـــــف يــــشــــــــــــــاء

ثــــــم الــصـــلاة والــسـلام أبـــــــــــدا               عـــلـى  الـــنبـــي الــعــــربـــي احــمـــــــــــــدا

وآلـــــه وصــــحـــبـــه الأفــــاضـــــل                         مـــا طــــلـــعـــت شــــمــــس مــع الــمنـــــازل

وبــعـــد ذا نـــذكـــر فــي الـتـرحيــــــل                        أرجـــــوزة قــريـــبــة الـــتـــحـــصــــيـــــــــــل

فــيــها شــهـور مـع رجــوع واعــتـدال                   بـــــــرج ســـمــائـــــم لــــــيـــــــــــــــال وزوال

حــرث ونـيـسـان نــحـوس عــنــــصره                   مــولـــد عـــيــسى والـــفـــصــول أربــــعــــــــه

مـــنــــازل وأيــــــــــــــــــــام الـشـــهــــــــــــــور                     حــــرف دخــولــهـــا مـــــــدى الــــدهـــــــــــــور([48])

ترك رحمة الله مكتبة من المخطوطات تضم كتب الفقه واللغة العربية إضافة إلى المصاحف القرآنية التي خط منها العشرات منها ماوجد عند امحمد بن أحمد حمد لمين([49]) ، ولا يكاد يكون تقييد في عهده الا وتجد اسه في آخره كاتبا ، فكان خطه مميزا وجميلا .

– لالة الطاهرة بنت محمد الشريف : هي لالة الطاهرة بنت محمد الشريف بن محمد بن أحمد سيد الدولة ، زوجة مولاي أحمد ولد مولاي عبد الله ولد مولاي العباس الرقاني، حفظت القرآن الكريم  ودرست الفقه على يد والدها محمد الشريف، وبعد وفاته فتحت مدرسة لتعليم القرآن وتحفيظه  تخرج منها عشرات الطلبة والطالبات أبرزهم ، ابن أخيها  سيد المهدي بن مولاي الطاهر، حامد لمين عبد الله بن عبد الرحمن ، ابليلة مسعود بن حمد بن البركة، توفيت رحمها الله في شوال 1384/ فبراير 1965 م([50]).

 

خاتمة:

وفي ختام الدراسة نستنتج أن الأسر العلمية متعددة بمنطقة آولف،  وما تطرقنا إليه هو جزء من كل ، فمنها ما اشتهر وتناوله الباحثون في كتاباتهم، وسلط الضوء على أعلامهم ومساهماتهم العلمية، مثل: قبيلة كنته، والفلّان، خاصة أسرة الفلّان ، فقد اجتهد الشيخ محمد باي بلعالم(ت2009م )في نفض الغبار عن آثارهم كونه ينتمي لهذه القبيلة ، وأصدر في ذلك عدة مؤلفات ،كالرحلة العلية ،وقبيلة فلان في الماضي والحاضر. وفي المقابل توجد بعض الأسر العلمية  التي لا يزال تراثها، وتاريخها وإسهاماتها العلمية حبيس خزائن المخطوطات ، والكثير منه فقد بموت الرجال والمشايخ الذين آخذو معهم تاريخا شفهيا حُرم من التدوين والحفظ، مثل أسرة الفزاريين بزاوية حينون التي تعاقب علماؤها على الإمامة والقضاء والتدريس بأقدم مسجد أسس بمنطقة آولف 164ه ، وأسرة أبختي التي اشتهر منها الإمام والقاضي سيدي احمد العالم أبختي ، وأسرة سيد الدولة ، ناهيك عن بعض الأسر العلمية التي لم أتطرق لها في هذه الورقة، ونحن في صدد جمع بعض المعلومات التاريخية عنهم كاسرة الحفصيين، والتنلانيين الذي قدموا من توات إلى تديكلت، وأسرة الدباغ ،وأسرة برماكي  وأسرة العباسي الأغزيري، وهي دعوة للباحثين من اجل البحث والتحقيق في تراثهم وإظهار مساهماتهم العلمية .

 

1_  مبارك جعفري: العلاقات الثقافية بين توات والسودان الغربي خلال القرن 12ه، دار السبيل ، الجزائر، ط1، 2009م،ص 70.

2 _عبد الله العروي: مجمل تاريخ المغرب،  المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ج1 ط5،1996 م ، ص109.

3_   محمد باي بلعالم : الرحلة العلية إلى منطقة توات لذكر بعض الأعلام و الآثار و المخطوطات والعادات و ما يربط توات من الجهات، دار هومه، الجزائر، ج2 ، 2005 م ،ص333.

4_   مقابلة مع الشيخ حامد لمين عبد الرحمن  ، بمنزله بزاوية حينون ، آولف ولاية أدرار ، الجزائر، يوم  20أوت 2014 ، على الساعة التاسعة والنصف صباحا.

[1]– عقبة بن نافع ،بن عبد القيس الأموي الفهري فاتح عظيم مؤسس مدينة القيروان سنة 50 هــ/  170 م ، ولد10ه/ 631م. يتصل نسبه بعمر بن العاص من ناحية أمه أحد قادة فتح المغرب استشهد في تهودة  بعد أن تقدمته العساكر إلى القيروان و بقي في عدد قليل ودفن بالزاب سنة 63ه/682م. ينظر الزركلي خير الدين : الأعلام ، دار العلم للملايين ، بيروت لبنان ،ج 4،  ط 15، 2002 م ، ص 241.

– [2] تابعة لدائرة فنوغيل جنوب ولاية أدرار الجزائرية ، وتبعد عنها بـ 25 كم.

[3]– وهو عثمان بن يهس بن دومان بن ورد بن العاقب بن عقبة بن نافع فاتح إقليم إفريقية ، ينظر : محمد الخليفة الكنتي : الرسالة الغلاوية ، تح.حماه الله ولد السالم،  مطبعة المعارف الجديدة ، الرباط ، ط 1،2007 م ، ص 134.

[4]– وهي قبيلة صنهاجية تنتمي إلى صنهاجة الصحراء من لمتونة والتي أسست إمارة لها تسمى إمارة إبدوكل لمتونة . ينظر حماه الله ولد السالم: تاريخ موريتانيا مطبعة النجاح الجديدة ، الدار البيضاء ، المغرب ، 2007م ، ص 79.

[5]– محمد بن أبي بكر البرتلي الولاتي: فتح الشكور في معرفة أعيان التكرور، تح. محمد إبراهيم الكتاني و محمد حجي، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، لبنان  ، ط 1، 1981م، ص 30.

– [6] أحمد شلبي: موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، ط 1، ج 3 ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة  ،د.ت ، ص 212.

– [7] عزيز عقباوي بن بوبكر الهاملي الكنتي: النفحات البهية في أفنان الشجرة الكنتية، مطبعة عزي، د.م.ن، د.ت، ص29. ينظر: عبدالله مقلاتي: علاقات إقليم توات بحواضر السودان الغربي العلاقات الثقافية و أبعادها الحضارية ، الملتقى الوطني الأول المشترك بين جامعتي أدرار وتيارت ، العلاقات الحضارية بين إقليم توات وحواضر المغرب الإسلامي ، أدرار ، 14-15 أفريل 2009م، ص215.

– [8] قدي عبد المجيد:صفحات من تاريخ منطقة آولف ، دار أبحاث ، الجزائر،ط2، 2007،ص 185.

[9]–  المرجع نفسه: ص151.

[10]–  ولد سيد الحاج الكنتي: هو سيدي محمد بن احمد بن محمد الحاج بن سيدي محمد أبي نعامة بن عبد الرحمان الهاملي الكنتي، المعروف بولد سيد الحاج ولد عام 1170ه/1824م بأقبلي، نشأ في الزاوية الكنتية بأقبلي، وتعلم العقيدة والفقه وعلوم الدين والتصوف ، وكان مجيدا للشعر وفنونه؛  فكثيرا ما مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- في شعره ، اشتهر بقصيدة من الشعر الشعبي ؛ والتي هي عبارة عن  رحلة شوقية إلى البقاع المقدسة؛ حيث ذكر فيها جميع المحطّات التي يعبرها الحجيج في قافلة الحج، وذكر كيفية أداء المناسك ثم رجع بالرحلة من نقطة انطلاقها بأقبلي ، وكل هذا دون أن يحج بل فقط من اجل استماعه للحجاج وشوقه للحج وزيارة البقاع المقدسة. توفي -رحمه الله- عام 1253 ه/1837م.ينظر:عقباوي عزيز: المرجع السابق،ص147-148. عبد الله كروم: المرجع السابق، ص65.

[11]– أمحَمد ولد سيد الحاج: قصيدة  ركب الحجيج، مخطوط بخزانة أبي نعامة الكنتية، أقبلي، أدرار، الجزائر.

[12]– يحيى ولد سيد أحمد: ديوان الصحراء الكبرى، المدرسة الكنتية والقصائد النيرات، دار المعرفة، الجزائر،2009م، ص 69.

[13]–  نعيم قداح : حضارة الإسلام وحضارة أوربا في إفريقيا الغربية ، مطبعة الجزائر، د. ت، ص 85 .

[14]–  هلال عمار: الطرق الصوفية ونشر الإسلام والثقافة العربية في غرب أفريقيا السمراء، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ، الجزائر، 1988م، ص 111 .

[15]–  مقلاتي عبد الله: علاقات إقليم توات بحواضر السودان الغربي، الملتقى الوطني الأول المشترك بين جامعتي أدرار وتيارت ، العلاقات الحضارية بين إقليم توات وحواضر المغرب الإسلامي ، أدرار ، 14-15 أفريل 2009م، ص217.

[16] – عبد الحكيم الوائلي: موسوعة قبائل العرب، دار أسامة للنشر و التوزيع، عمان، الأردن،  2002م، ج4، ط1، ص 1709.

[17] – محمد فاضل باري و سعيد ابراهيم: المرجع السابق، ص 25.

[18] –  حسن عيسى عبد الظاهر : الدعوة الإسلامية في غرب إفريقيا وقيام دولة الفلاني ، مطبعة دار الهلال، الرياض، 1981م ،ص65.

[19] – كولين مفدي، أطلس التاريخ الإفريقي، تر. مختار السويفي، الهيئة المغربية العامة للكتاب، مصر، 1987 م، ص 151.

[20] – أحمد ابراهيم دياب: لمحات من التاريخ الإفريقي الحديث ، دار المريخ، الرياض، ط1، 1981م ، ص ص 201- 202.

[21] – شوقي عطالله الجمل و عبد الرزاق ابراهيم: تاريخ المسلمين في إفريقيا ومشكلاتهم، دار الثقافة للنشر و التوزيع، القاهرة، 1996م، ص 101.

[22]–  عبد الله آدم الآلوري :موجز تاريخ نيجيريا ، دار مكتبة، بيروت ، لبنان ،  1965 م، ص92.

[23]–  عثمان دان فودي: هو عثمان بن محمد فودي بن عثمان بن صالح بن هارون بن محمد غورطو بن جيو بن محمد ثنيو بن أيوب بن ماسران بن أيوب بن بابا بن موسى جكولو، الذي هاجر بجماعته من بلاد فوتاتور على قصد الهجرة إلى الحجاز وتأخر مع طائفة في بلاد الهوسا ،أخذ العلم عن والده محمد فودي وعن والدته حواء وعن جدته رقية ، ثم عن الشيخ عثمان يندور الكبري  وأخذ الإعراب عن الشيخ عبد الرحمن بن حمد وسمع الفقه من محمد تنبو بن عبد الله والتفسير من الشيخ أحمد بن محمد بن هاشم الزنفري، أخذ الصحاح الست عن الحاج محمد واجي وعن الشيخ جبريل بن عمر ولازمه مدة في بلاد  آهير واستفاد منه ، اجتمعت في شخصية ابن فودي صفات لم تتوفر في كثير من العلماء وذلك باعتباره أول داعية يقوم بتغير المنكر وإصلاح ذات البين . ينظر : محمد باي بلعالم ، قبيلة فلان ، المرجع السابق،  ص ص 58- 59.  و محمد بللو ، إنفاق الميسور ، المصدر السابق، ص ص 81 – 82. محمد سعيد القشاط: أعلام من الصحراء ،  المرجع السابق، ص 115. زبايدية عبد القادر : دراسة عن إفريقيا جنوب الصحراء  في مآثر ومؤلفات العرب والمسلمين ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر ، 2010م ،ص 78.

[24]–  حسن عيسى عبد الظاهر : المرجع السابق الدعوة الإسلامية في غرب إفريقيا وقيام دولة الفلاني ، مطبعة دار الهلال، الرياض، 1981م  ، ص ص 131 – 148.

[25]–  يحي بوعزيز: تاريخ إفريقيا الغربية الإسلامية من مطلع القرن السادس عشر إلى مطلع القرن العشرين، دار البصائر للنشر والتوزيع، الجزائر، 2009م، ص ص118-120.

[26]–  هي قرية تابعة لبلدية أقبلي ، دائرة آولف تديكلت تبعد عن مقر ولاية أدرار الجزائرية بحوالي 310 كم تقع في الجنوب الشرقي من الولاية.

[27]– الشيخ محمد باي  بلعالم: هو سيدي الحاج محمد بن محمد عبد القادر بن محمد  المختار بن أحمد العالم ، الملقب بالشيخ باي ولد سنة 1348ه/1930م بقرية ساهل بأقبلي ولاية أدرار بالجنوب الجزائري، حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ الفقه والعربية على يد والده، والشيخ عبد الرحمان بن مكي ، ثم انتقل إلى المدرسة الطاهرية بسالي ومكث فيها سبع سنوات ،. أسّس الشيخ بمدينة آولف في بداية الخمسينات من القرن الماضي، مدرسة سمّاها مصعب ابن عمير ، يدرس بها الطلاب والطالبات ، واستطاع أن يقضي على الجهل، والأمية، والبدع، والخرافات؛ التي كانت منتشرة في المنطقة، توفي- رحمة الله- سنة 1435ه/2014م. تخرج من المدرسة مئات الطلبة، وأبرز الطلبة ممن يُدَرِّسون في مدرسة الشيخ باي بلعالم، الشيخ الحاج أحمد بن مالك وهو خليفة الشيخ و الشيخ حفصي الحاج عبد الرحمان ، والشيخ حامد لمين عبد القادر بن محمد، والشيخ محمد بن عبد الصادق لكصاسي والشيخ حامد لمين عبد الله بن عبد الرحمان، والشيخ لعروسي عبد القادر بن لحبيب، ومن الطلبة الأوائل الذين درسهم الشيخ على سبيل المثال لا الحصر بداية من1956سنة الشيخ حامد لمين عبد الرحمان بن عبد الرحمان، والشيخ عبد الرحمن التابت ألّف الشيخ باي  اثنين وأربين مؤلفاً في علوم القرآن والفقه والميراث، والنحو ، والتاريخ، ومصطلح الحديث، والسيرة النبوية، منها ما يشتمل على جزأين ومنها ما يشتمل على ثلاث أجزاء و أربعة أجزاء، ومنها ما على يشتمل عشرة أجزاء؛ وهي موسوعة في الفقه المالكي بعنوان: مرجع الفروع إلى التأصيل من الكتاب والسنة والإجماع الكفيل. توفي- رحمة الله- عليه يوم 24 ربيع الثاني 1430ه/ 19 أفريل 2009م.ينظر: محمد باي بلعالم: الرحلة العلية، الرحلة العلية إلى منطقة توات لذكر بعض الأعلام و الآثار و المخطوطات والعادات و ما يربط توات من الجهات، دار هومه، الجزائر،ج2 ، 2005 م ، ص ص377-387.

[28]– محمد باي بلعالم : قبيلة فلان بين الماضي والحاضر ومالها من العلوم والمعرفة والمآثر ، دار هومة ،الجزائر، ط1،2004م ، ص13.

[29]– محمد باي بلعالم : إرشاد الحيران لمعرفة قبائل الفلّان بالجزائر ، د.د.ن، الجزائر، 2009م، ص30.

[30]– محمد باي بلعالم : قبيلة فلان، المرجع السابق، ص13.

[31]– حمزة بن أحمد الفلاني القبلاوي: ولد رحمه الله سنة 1259ه/1843م، بقصر ساهل بأقبلي حفظ القرآن وتعلم العلوم الشرعية على يد مشايخه بساهل، والده الحاج احمد و العالم المختار بن سيد احمد العالم،تنقل إلى توات ودرس في المدرسة التنلانية، وأصبح أحد الأعلام في توات فقيها نحويا ، محدثا لغويا ،وعروضيا ، كان يوجه رسائل على سبيل النصح للأمراء، والقضاة والأعيان ، وكان يرفض الاستعمار الفرنسي ودائما يحث على الجهاد والمقاومة في منطقة تدكلت، بعث بقصيدة إلى أهالي إنغر يشيد ببطولاتهم أمام المستعمر الفرنسي يقول في مطلعها:   يأهـــــــل إنغــــــر يا أنصـــــــار الهــــدى       حـــزتم جميــــــعا أعـــــز الفخــــر والسُـــــــؤددا

نصرتم ملّة الإسلام بشرى لكم        أنصار دين رسول الله المصطفى أحمد

وعدد ابياتها11بيتاً. فقد كان العلامة حمزة مفتيا وقاضيا بمنطقة تدكلت، وكانت كل المسائل والمشاكل المقفلة ترد عليه من توات والأزواد، فيجيب عليها،خلف العشرات من الطلبة والكثير من الفتاوى  والقصائد ، توفي في رجب 1335ه/1917م بساهل اقبلي رحمة الله عليه. ينظر : محمد باي بلعالم : قبيلة فلان، المرجع السابق، ص13.

[32]–  هو محمد الحسن بن محمد بن الحاج أحمد بم مَحمد بن مالك الفُلّاني ولد سنة1283ه/1866م بساهل بقصر أقبلي، حفظ القرآن والحديث والنحو على يد الشيخ حمزة بن الحاج والشيخ المختار بن سيدي أحمد العالم بلعالم، له عدة رحلات في طلب العلم إلى ليبيا والسودان الغربي وهو من العلماء الأعلام في تدكلت وتوات ، فقيها نحويا وعروضيا ، من مؤلفاته شرح على المقدمة الأجرومية سماه: تفريج الغموم على متن ابن آجروم ، تولى الفتوى والقضاء بقصر أقبلي وتوفي -رحمه الله- سنة 1352ه/1933م .ينظر: محمد باي بلعالم : قبيلة فلان، المرجع السابق ، ص ص 13 – 14.

[33] – مبارك جعفري : المرجع السابق ، ص 277.

[34] – محمد بن مالك الفلاني: هو عالم جليل أخذ العلم في مسقط رأسه على مشايخ زاوية الفلّانيين بقصر ساهل اقبلي، ثم من شيوخ تينيلان ، حافظا لكتاب الله متضلعا في الفقه والنحو، خط العديد من المخطوطات بقلمه وكذا عديد المصاحف، توفي – رحمه الله- سنة 1248ه/1832م.ينظر: محمد باي بلعالم: قبيلة فلان، المرجع السابق، ص ص 256-257.

[35] – محمد باي بلعالم : الغصن الداني في ترجمة عبد الرحمن بن عمر التنيلاني، دار هومه ، الجزائر ، 2004م ،ط1، ص ص 28 – 29.

[36] – محمد باي بلعالم : إرشاد الحيران لمعرفة قبائل الفلّان بالجزائر، المرجع السابق، ص46-47.

[37] – محمد باي بلعالم : الرحلة العلية،المرجع السابق ،ج1، ص223.

[38] – محمد باي بلعالم : إرشاد الحيران في معرفة قبائل الفلّان بالجزائر، المرجع السابق، ص67.

[39] – محمد باي بلعالم : قبيلة فلان، المرجع السابق، ص338- 340.

[40] – عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون: كتاب العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب و العجم و البربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ، تح. خليل شحادة، مراجعة سهيل زكار ، دار الفكر، بيروت ، ج6،2001م، ص78.

[41] – ذكر محمد عبد الله بن الحاج عبد الرحمن شيخه عبد العزيز البلبالي في عدة فتاوى  ونوازل مخطوطة   توجد بمكتبته بآولف.

[42] – محمد باي بلعالم : الغصن الداني في ترجمة وحياة عبد الرحمن بن عمر التنلاني ، دار هومه، الجزائر ، 2004م، ص62.

[43] – القصيدة بخزانة محمد عبد الله  بن الحاج عبد الرحمن الفزاري ، بزاوية حينون، اولف ،أدرار، الجزائر .

[44] – هذا التاريخ مدون بمخطوط خاص بمحمد عبد الله بن عبد الرحمان الفزاري  يكتب فيه يومياته وتقايده المهمة . موجود بخزانة محمد عبد الله بن الحاج عبد الرحمن بزاوية حينون آولف.

[45] – ترك عدة تقاييد  ووثائق إ ضافة الى فتاوي  وبعض الرسائل  يحتفظ بها : حامد لمين عبد الرحمان بآولف.

– [46] قدي عبد المجيد: المرجع السابق ، ص89.

– [47] المرجع نفسه ، ص90-92.

– [48] المرجع نفسه ، ص 132.

– [49] أمحمد بن أحمد بن حمّد بن حمد أبو لحية الفزاري كان فقيها وتاجرا ودليلا  للقوافل التجارية ، كان يدعم بتجارته الزاوية الفزارية التي كان أخوه البركه بن أحمد حمد لمين  هو شيخها ، فإضافة إلى دورها العلمي كان لها دور اجتماعي  في إيواء الضيوف وعابري السبيل . توفي أمحمد بن أحمد الفزاري في الطريق وهو عائد بتجارته من السودان الغربي، وعندما أحسّ بدنوِّ أجله كتب وصية إلى أخيه البركه حمّد لمين ، وكتب له ما يملكه من بضائع وأخبره أنه لم يتعرض لقطاع الطرق، توفي 1317ه/1900م ودفن – رحمه الله- بعين زيزة بمنطقة أهنت جنوب تديكلت ؛ فأوصلت القافلة بضائع ووصية  أمحمد بن أحمد الفزاري ومعها مصحف مخطوط كان يحمله معه في سفره بخط سيد أحمد  الدولة، ويحتفظ الشيخ حامد لمين عبد الرحمان بالوصية والمصحف المخطوط . حامد لمين عبد الرحمان : المقابلة السابقة.

– [50] حامد لمين عبد الرحمن: المقابلة السابقة

شاهد أيضاً

حالة كورونا مؤكدة بعدحالة الاولى للرعية الايرانية للمجمع الغازي برقان

ظهور ثاني حالة لعامل مختص في صنع الحلويات بالمجمع الغازي برقان حسب مصادرنا من عين …

2 تعليقان

  1. ابا الحسن

    …اخي د. حامد لمين ابراهيم الجزائري حفظكم الله ورعاكم وزادكم من فضله ذكرت في خضم حديثك عن الاسرة الفيزارية ما نصه (ويعتبر جده سيدي علي بن احمد أحد علماء منطقة آولف، حيث كانت له زاوية تخدم حجاج بيت الله الحرام القادمين من توات والمتوجهين إلى أقبلي حيث ذكر عبد الرحمن التنلاني في رحلته الحجية أنه بعد مغادرته تقراف توجه إلى أولاد موسى وأضافه سيدي علي بن سيدي أحمد..) هل عندكم قصر في اولف يعرف باولاد موسى ؟ ومن هم ؟

  2. السلام عليكم .. ذكر عبد الرحمن التنلاني في رحلته الحجية أنه بعد مغادرته تقراف نحو بلاد دابدرنزل بأولاد موسى وأضافه سيدي علي بن سيدي أحمد …ورحلته استاذي الكريم كانت سنة 1188هجرية تقريبا بعد رحلة سيدي ضيف الله ابن اب المزمري ب28 سنة تقريبا ..وذكر اولاد موسى (بين بلاد دابدر وتقرفت) بينما ذكر سيدي ضيف الله قصر اولاد احمد بين البلدين ..فهل اولاد موسى واولاد احمد واحد ؟؟ ام ان هناك بلاد اخرى غير قصر اولاد احمد ؟؟وخاصة وحسب ماقرأت لك سابقا ان الفزاريين كانوا مع اولاد احمد في قصرهم ؟؟فأرجوا ان تتكرم علينا ببعض الشرح استاذي الفاضل زادك الله من فضله

اترك رداً على احمد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *