الإثنين , أكتوبر 27 2025

رحلة العشق في سحر الصحراء

هي رحلة الحب والشوق، رحلة الهدوء والتدبر،هي مسيرة نحو تحقيق الذات ومعرفة الكُنه ، واكتشاف الحُضن ؛
سنوات من الإعداد والبحث لمحاورة الصحراء ، وذلك بتعلم ألسِنتها ، وتتبع الدليل في الوقوف على مسالكها الوعرة ، وطرقها المتشعبة ، فمع كل بئر قصة ، ومع كل وادِِ وشعبة حكاية ، ومع كل نبعِِ تاريخ وأسطورة .
يستوقفني كل منظورِِ ومسموعِِ ، تسكنني وأسكنها، تحملني وأحملها ، بيننا عشق سرمدي ، وهي العزيزة صاحبة الكبرياء لا تقبل إلا من يحسن التودد ،والوقوف منكسرا أمام كبريائها وعنادها، فصمتها مخيف، وصوتها مُرَوِّع ؛
فهي الحياة لمن أُلهِم نواميسها ، واستهدى سبيلها ، وهي الموت لمن تمرّد، كل شيء في فلوات الصحراء يوحي بالأناه والطمأنينة ، فلا مكان فيها للقلق والطيش، فبعد يوم من بداية الرحلة والسفر ؛
وضعنا رحلنا بعد غروب الشمس ، وافترشنا الارض حيث الرمال الذهبية المفضلة للاسترخاء الطبيعي، في ليلة مقمرة أين تلتقي روعة الزمان والمكان في جو آسر مفعم بحنكة الشيوخ وحماس الشباب في اكتشاف المجهول ، أنهكنا التعب والجوع ، ولابد لنا من اشعال النار من أجل طهي طعام العشاء (آمنسي)، طبعا بالأكلة المفضلة في الصحراء الكسرة أو (تاجلا) التي تجمع بين سرعة تحضيرها ونجاعتها في سد الرمق ومقاومة الجوع لفترة طويلة ،
وبعد العشاء التفّ الجميع حول صانع الشاي ، وكل الأعين ترمق إبريق الشاي وهو ينضج على الجمر المتوهج، والذي تعم رائحته الزكية كل المكان ، ففي كل كأس منه حكاية ، وأنس وسمر، نسترجع فيه طرائف يومنا وشدائده، ونستعد فيه لرحلة الغد، وبينما صانع الشاي يغسل أوانيه حتى عمّ الجميع نوم عميق ……
يتبع……
كتبه / حامد لمين ابراهيم

 

شاهد أيضاً

حالة كورونا مؤكدة بعدحالة الاولى للرعية الايرانية للمجمع الغازي برقان

ظهور ثاني حالة لعامل مختص في صنع الحلويات بالمجمع الغازي برقان حسب مصادرنا من عين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *