… يوم في دار القرآن بدائرة شروين المضيافة:
إن المشاركة في الملتقيات التي تُعقد في الزوايا والمدارس العلمية لها طعم خاص، وسر متميز لايمكن وصفه، ولا تجده في غيرها؛ فالمتواجد في حضرة هؤلاء الأماجد تغشاه السكينة ، ويجد نفسه مندهشا متأملا في عجزتام عن وصف شعوره ، حيث يأسرك سلوكهم القرآني ، وذلك النسق الرباني بين الشيخ وطلبته ، فتتعلم منهم أسمى معاني احترام الشيخ المربّي وتقديره ، متأسين في ذلك بالسلف الصالح حيث كان الرجل يطلب العلم وما يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه، وهاهي أم سيدنا مالك تقول له وهي تجهز عمامته : يا مالك خذ من أدب شيخك ربيعة قبل علمه. ففي هذا المقام تتجلى في هؤلاء الصفوة أعلى درجات الأدب والأخلاق الرفيعة وهم أشراف الأمة وخيارها ، وكيف لا، وهم يحملون القرآن وكفى بها نعمة. استقبلنا الشيخ العلامة سيدي الحاج محمد بن موسى الشرويني حفظه الله ، صاحب المدرسة القرآنية العامرة بكل أدب ووقار ، يعلوه سمت العالم وهبة الفضلاء ، ثم جلس يستمع لمداخلاتنا العلمية بكل تواضع ، فلم تفته مداخلة ، ونحن والله ليس لنا مانُسمعه إيّاه أو نضيفه لشريف علمه، وحالنا كمستبضع تمرا إلى أرض خيبر، ولكن هم القوم لا يشقى جليسهم ، وما جئنا إلا لننهل من معينهم الطيب ونلتمس من بَرَكاتهم الزكية الوافرة، مجددين إيماننا بلقائهم ، فما أبعد دنيانا عن دنياهم ، فهم الذين نذروا حياتهم للقرآن وعلومه ، عاملين به، فكان دأبهم ومنهجهم مشتغلين به آناء الليل وأطراف النهار، وقد مَنّ الله عليهم بجهاد النفس الأمارة بالسوء ، تلك النفس الشحيحة الأنانية، المتعلقة بالفانية ؛ قد ذعنت مرغمة حتى أضحت مطمئنة زاهدة عن دار الممر إلى دار المقر، فانشرحت صدورهم، وارتفع مقامهم، وعمّ كرمهم ، فموائدهم غذاء الأرواح والأبدان، وحديثهم تُسقى به العقول وتستنير به الأفهام. وخلاصة الكلام أن التقرب من أهل العلم و الاستقامة والصلاح مناعة في زمن الرداءة والأسقام، و زيارتهم ترجع القلوب إلى الله ، فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجزيهم عنا خير الجزاء وأوفاه ، وأن يجمعنا بهم في جنات عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.

الرئيسية / الأخبار المحلية لولاية أدرار / أخبار الولاية / في ضيافة شروين بدار القران الكريم للكاتب والاديب حامد لمين محمد
شاهد أيضاً
حالة كورونا مؤكدة بعدحالة الاولى للرعية الايرانية للمجمع الغازي برقان
ظهور ثاني حالة لعامل مختص في صنع الحلويات بالمجمع الغازي برقان حسب مصادرنا من عين …
أدرار دايلي نناقش الأفكار ونتابع الأحداث