ما عشته ورأيته من مكانة للقرآن وأهله في آولف :
اهتم سكان مدينة آولف – أدرار- عبر تاريخهم بتحفيظ كتاب الله والعناية بعلومه، وهذا ما تؤكده المدارس القرآنية المتعددة التي لا يخلو منها حي من أحيائها، إضافة إلى عدد حملة كتاب الله والمدرسين له، وبذلك كانوا حريصين على أن يدخلوا أبناءهم إلى الكتاب مبكرا بين الأربع والخمس سنوات ،ويرغبونهم في حفظ كتاب الله بالتشجيع، والتحفيز المادي والمعنوي، ومن نال منهم شرف حفظ كتاب الله يحتفل به الحي كله ويفرح به ويعزم الناس لفاتحة حفظه ويلبس تاج الوقار ويعمم من طرف شيخه، ويُعطى من الهدايا أنفسها وأجودها، ويوصله أهالي الحي إلى منزله بالبردة، ويحظى بمكانة اجتماعية تفوق أترابه . وينتقل هذا الإكبار والاحترام إلى معلمي القرآن من (الطلبة ) فالطالب أو الشيخ يحظى باحترام الجميع، ولا يُذكر اسمه إلا بالسيادة كسيدي امحمد أو سيدي الطالب أمبارك، وكذلك تضاف لمعلمات كتاب الله كلمة لالة تشريفا لقدرهن وعظم شأنهن مثل: لالة الطاهرة بنت سيد أحمد الدولة ،ولالة مريم بنت الحاج عبد الرحمان الفزاري
ويحظى أهل المسجد المحافظين على الحزب الراتب بمكانتهم العالية المحترمة في المجتمع الأولفي؛ فيجدون من الاحترام ما يليق بمقامهم الشريف ، وبهذا يكونون حاضرين دائما في أفراح الناس، وأتراحهم، ولا يمكن أن يقام شيء في الحي دون علمهم وحضورهم ، فمعلم القرآن أو الطالب كما يسمى محليا يطلب منه الدعاء وتلتمس منه البركة ويقصده الناس لتسمية أبنائهم، وتعطى له وكالة الزواج ، ولا يشتغل بشيء سوى تعليم القرآن ويتحمل عنه المجتمع خدمة بستانه، أو بناء منزله إن لم يكن عنده، ونصيبه محفوظ من كل مايُجنى من البستان الذي يسمى حق الطالب؛ فحتى الخضر والفواكه الموسمية تصله إلى بيته، ولزوجه وأبنائه مكانتهم الخاصة في الحي تُراعى فيها مكانة سيدي الطالب ، وهكذا ترى الناس تجود على معلم القرآن بما تستطيع أقلها بعض البيض من الدجاج الذي يربونه في منازلهم العتيقة التي تحوي جزء بجوارها لتربية الماشية والدواجن . ويوم ( العورفات) يوم مشهود ؛ يخرج الطلبة يجولون في الحي يقرؤون أوائل سورة الفتح في مدخل كل منزل وجمع مايعطونهم من تمر وقمح لمعلم القرآن ، فمن خلال هذه الجوانب المختصرة يتبين لنا مكانة القرآن وأهله في المجتمع الأولفي الذي هو جزء من المجتمع التواتي الجزائري الإسلامي ، فأهل القرآن رفعهم الله تعالى وشرفهم واصطفاهم ، فكيف لنا أن لا ننزلهم المنزلة التي شرفهم بها سبحانه وتعالى.
………بارك الله في شيخي سيدي الطالب مبارك ابقادي وجزاه الله عنا خير الجزاء ………..
شاهد أيضاً
تعليمات صارمة من والي ولاية ادرار العربي بهلول بخصوص تطورات جائحة كورونا
ما يلفت الانتباه لاول وهلة في ولاية ادرار هو ذلك التواضع للمسؤول الاول للولاية وحبه …
أدرار دايلي نناقش الأفكار ونتابع الأحداث