مكانة المرأة في المجتمع التواتي : حظيت المرأة في المجتمع التواتي بمكانة مرموقة ، حيث كانت الكثيرات منهن متعلمات ، ومتفقهات حافظات لكتاب الله مثل السيدة لالة مريم (ت1930م) بنت الحاج عبد الرحمان الفزاري التي تخرج على يدها الكثير من حفظة كتاب الله بمنطقة آولف بتوات، وكانت تحظى احترام ووقار الجميع. فالمرأة كانت تعتبر شريك الرجل، يتقاسمان معا مشاغل الحياة لبناء أسرة متماسكة، يسودها التعاون والمحبة والمودة، وتمتيناً لروابط الاسرة كان الرجل لا يفرط في زوجته رغم نشوزها وخروجها من البيت؛ حيث كان يتحايل في أمر الطلاق ليرجعها إلى بيت الزوجية، ويذكر العياشي في رحلته أن رجل من توات نشزت أمرأته فأحضر مجموعة من الشهود يخبرهم بأنه ما طلق زوجته إلا لكي يؤدبها ، فإذا أرد شخص أن يتزوجها أخرج اليه تقييد بعدم تطليقها، والغاية من هذا الأمر هو محافظة الرجل على أسرته من الإنهيار( ). ورغم أبوية المجتمع التواتي إلا أن المرأة تمتعت بحقوق هامة ، فالمرأة منذ خطوبتها كانت تصرح بحقها في قبول الرجل أورفضه كما كانت تشترط على خاطبها شروط محددة مقابل القبول به ( ). ونظراً لأن النشاط الغالب على المنطقة هو الفلاحة والرعي ، فقد ساهمت المرأة فيهما تملّكاً وممارسة ومثّلت الجنان ( البساتين ) رأسَ المال عند المرأة ، ذات القيمة الثابتة والمنفعة الدائمة ، وفضلاً عن اقتحام المرأة التواتية مجال الأرض وخدمتها ، والمياه وما ينتج عن تملّكها من كراءٍ أو بيع وشراء ، فقد اختصّت بعض النساء بأعمالٍ وحِرف يدوية داخل البيت ، مثل الغزل والنسيج ، حيث يُساهمن في توفير الملابس الصوفية والقطنية لأفراد العائلة، ويبِعنَ الفائض من الإنتاج للقصور المجاورة . ومن المظاهر الأخرى الدّالة على انخراط المرأة في المجتمع ، ومساهماتها الإيجابية في تفعيل نشاطاته ، قيام بعض النساء بإخراج الصدقات للفقراء والمساكين ، وحرصهن على وقف ما يمتلكن في سبيل أوجه الخير تخصيصاً أو تعميماً ، ومزاولتهن بعض الأنشطة التجارية ، من خلال تصرّفهن في الأملاك الخاصة أو المتعلقة بالإرث بيعاً وشراءاً ، دون الحاجة إلى وسيط تجاري.
شاهد أيضاً
تعليمات صارمة من والي ولاية ادرار العربي بهلول بخصوص تطورات جائحة كورونا
ما يلفت الانتباه لاول وهلة في ولاية ادرار هو ذلك التواضع للمسؤول الاول للولاية وحبه …
أدرار دايلي نناقش الأفكار ونتابع الأحداث