| تعد بلدية طلمين احدى البلديات 28 المكونة لولاية ادراروافقرها رغم مرور سنوات على ترقيتها رتبة بلدية، تقع على بعد 250 كلم شمال مدينة ادرار ، وهي بلدية محاطة بالكثبان الرملية من كل الجهات مما يجعلها بلدية معزولة عن العالم الخارجي والاقل حظا من غيرها من حيث الاستفادة من مختلف المشاريع الكبرى التي استفادت منها مثيلاتها بالولاية. تتكون بلدية طلمين من تجمعات سكانية متفرقة ومتباعدة على مستوى العرق الغربي وقد تجاوز عدد سكانها 10000 بقليل على مساحة تقارب 3000 كلم مربع وتظم 9 قصور تعيش الفقر المدقع اين يصارع سكانها الأمرين من اجل العيش في مكان تطل فيه عليهم الرمال من كل جانب . الزائر لهذه البلدية يلتمس العزلة التي تعيشها هذه البلدية وفشل منتخبيها على مر السنوات من النهوض بها الى مصاف بقية البلديات كما يلتمس بساطة وكرم سكانها وحبهم لارضهم التي اعطوها كل ما يملكون ولا زالوا ، حيث ان معظم سكان البلدية يعيشون من الزراعة التقليدية التي تعرف مشاكل شتى اهمها زحف الرمال والتي عجزت السدود المضادة لزحف الرمال من صدها ، هذه البلدية التي لا تتجاوز ميزانيتها المليار سنتيم يذهب اغلبها لأجور العمال والباقي للتنمية، زاد من عزلتها بعدها عن الطرقات المعبدة اذ يضطر الداخل اليها استعمال السيارات الرباعية الدفع غير المتوفرة دائما او السير على رجليه او استعمال الدواب كالحمير في بعض القصور لنقل مختلف البضائع . اما بالنسبة للصحة فهناك مركز صحي وحيد عاجز عن توفير غالبية الخدمات الصحية مما يضطر الكثير من السكان الى التنقل الى بلدية شروين البعيدة بحوالي 70 كلم عنها اما حالات الولادة فلا تزال غالبية الامهات تلجان الى الولادة داخل البيوت ، كما يلجا الاشخاص المتعرضين للتسمم العقربي الى الوسائل التقليدية مما يرجح عدد الوفيات الى الارتفاع . اما بالنسبة للتعليم فغالبية المدارس الابتدائية المتواجدة بهذه البلدية هي عبارة عن حجرات قد تنعدم فيها حتى الانارة مثل قصر سيدي مختار ، وتضم هذه المدارس حوالي 2000 تلميذ بنسبة تمدرس لا تفوق 40 بالمائة وهي الاضعف على مستوى الولاية ، كما ان غالبية الاولياء يرفضون تعليم الفتاة بهذه المنطقة بسبب بعد المسافات ونقص المنشآت التعليمية والمعلمون يرفضون العمل بهذه المناطق رغم التحفيزات التي تمنحها المديرية الوصية وذلك بسبب صعوبة العيش بها اذ تنعدم حتى وسائل الاعلام كالسمعية والمرئية ما عدا في حالة استعمال الهوائيات المقعرة عند ميسوري الحال . وللاشارة انه منذ سنتين اكتشف العشرات من الهكتارات المزروعة بمختلف انواع المخدرات بالمنطقة والتي ارجع البعض سبب انتشار هذه الظاهرة الى المشاكل الاجتماعية بها.
عبد القادر كشناوي |
أدرار دايلي نناقش الأفكار ونتابع الأحداث